عقدت في العاصمة الإسبانية في مدريد في الفترة ما بين 28 -30 اوكتوبر 2011 المؤتمر السابع والعشرون لإتحاد الأطباء العرب في اوروبا والمؤتمر الأول في اسبانيا بالإشتراك مع الجمعية الإسبانية لطب المواصلات تحت رعاية وزير الصحة الإسبانية السيدة ليري باجين H. Excellency Leire Pajín Minister of Health in Spain وبمشاركة اخصائيين قادمين من دول الأتحاد الأوروبي (المانيا النمسا, فرنسا, إيرلندا, إسبانيا, بولندا) والدول العربية (الأردن, وتونس والعراق, السعودية, سوريا, الإمارات المتحدة, الجزائر وفلسطين المحتلة ( 14 دولة عربية و اوروبية) تحت عنوان
آفاق التعليم العالي والجديد في طب المواصلات.
في حفل إفتتاح المؤتمر رحب الدكتور بهجت عساف رئيس المؤتمر الأخصائي في الأمراض القلبية الحضور والضيوف المشاركين في المؤتمر متمنياً طيب الإقامة في مدريد ثم تلاها كلمة سفير الجامعة العربية في إسبانيا حسيني ابو زيد حيث أشاد بأهمية ودور هذه المؤتمرات من الأطباء العرب في اوروبا وإنعكاساتها في اوطانهم والسعي لنقل هذه الخبرات الى البلدان العربية ثم أدلت الدكتورة السيدة فيسنتا ليزاربي Dra. Vicenta Lizarbe. ممثلة راعية المؤتمر وزيرة الصحة الإسبانية السيدة ليري باجين, شكرها وامتتناها لعقد المؤتمر في مدريد . ثم ادلى الدكتور فيرننادو رئيس الجمعية الإسبانية على أهمية طب المواصلات في الحياة اليومية والتي جعلها من اولويات المشاكل التي سسبتها المدنية الحديثة متمنية طيب الإقامة في مدريد والنجاح للمؤتمر وأشاد الدكتور فيضي عمر محمود Dr. Faidi Omar Mahmoud في الكلمة الإفتتاحية عن أهمية البحث العلمي بشكل عام حيث قال أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر أشد منها في أي وقت مضى، حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق على غيره ، وتتجلى أهمية البحث العلمي أكثر وأكثر في هذا العصر المتسارع.. الذي يُرفع فيه شعار البقاء للأقوى والبقاء للأصلح! إذ أصبح محرك النظام العالمي الجديد هو البحث العلمي والتطوير ثم عرض جدولا عن حوادث المرور لعدد من الدول العربية والأوروبية حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية 2009 ولكل 100 الف نسمة في البلدان المذكورة بالإضافة الى بعض النشاطات العلمية والإجتماعية والإنسانية التي حققها الإتحاد في العام المنصرم
ونظراً لإنعقاد مؤتمر الإتحاد لأول مرة عقب الربيع العربى الذى كان ملازماّ لفاعليات وأعمال المؤتمر والذي راح ضحيته الآلاف من الشهداء والجرحى لشباب كان كل ذنبهم المطالبة بحياة حرة وكريمة مع عدالة أجتماعية وقف المؤتمرين دقيقة صمت إحتراما وإجلالا على ارواحهم
وكما هو واضح من شعار المؤتمر تركز هذا المؤتمر على موضوعين رئيسيين هما البحث العلمي وكب المواصلات حيث قدمت أكثر من 32 ورقة علمية في 6 جلسات وبمشاركة أكثر 100 طبيب من مختلف الإختصاصات
افتتح الدكتور نديم سراج نائب رئيس الإتحاد الجلسة الأولى بعرض 10 مبادىء عن مفهوم البحث العلمي في القرن 21 وبمشاركة من خبراء المان من جامعة نورنبرغ وريغنسبرغ والتي تلخصت
- العلماء لا يستطيعون وضع أنفسهم فوق أو خارج الطبيعة الذين يعلمون ولا يعلمون هم مع النباتات والحيوانات جزء لا يتجرأ من الطبيعة
- القوانين المعمولة من البشر لا يمكن تحديدها و تطبيقها على الطبيعة.
- العلم ليس محصورا على أي دولة أومجتمع أو مؤسسة معينة. كل شعب او دولة لديها قناعاتها وتقاليدها الثقافية الخاصة ويجب احترام طريقتها الفردية لمشاهدة الأمور وحل المشاكل. على سبيل المثال ، في أوروبا أو الصين أو الهند معالجة الألم يتم التعامل معه بشكل مختلف. وليس هناك تسلسل هرمي للمعرفة. ديناميات المعرفة لا تسمح بذلك ، لابد للعلم والمعرفة ان يخضعوا للتعديل والتحويل باستمرار
- الدعوة إلى التعددية المنهجية في مجال البحوث. لا توجد طرق محددة وحصرية تؤدي إلى الحقيقة. تاريخ العلم هو تاريخ من التجربة والخطأ.
- هذه الظاهرة حديثة expertocracy' المعيارية (القيادة من قبل الخبراء) يضيق المنظور العلمي بطريقة غير مقبولة. الحس السليم هو منطقياً وشكلياً أكثر شمولا وعاما من نتائج ما يسمى 'العلمية' او المنطق المحدود. الحجج التي تستند إلى تفكير وتعليل أكثر أهمية في كثير من الأحيان من 'براهين الإحصائية والعددية '.وان التفكير العلمي العددي لم يتمكن من حدوث الأزمة العالمية الإقتصادية الحالية او يقدم حلول مقنعة .
- Expertocracy او حكم الخبراء يعدل الآراء العلمية والنتائج في القواعد والمعايير والقوانين.حسب مصلحته وليس حسب المعرفة الموضوعية وبذلك تحول المعرفة كوسيلة للتقارب الإنساني وأصبحت كأداة للسلطة.
- القول المأثور من الفيلسوف ﺒاﻛﻮﻦ ان "المعرفة قوة" يمهد الطريق للفساد والجريمة. الفيلسوف بول Feyerabend قدم بحق ولأول مصطلح "المافيا العلمية" وأصبحت نظرية علمية متخذة كما هو مذكور في كتابة (الصراع والوئام) ،. تقدم العلم ليست هي السبيل الوحيد للتطوير ، و كثيرا ما تستخدم كمبرر للمصالح.
- إقامة التوازن الاستراتيجي للنهج البحثي بين الاقتصاد والبيئة ، وبين التكنولوجيا والبيولوجيا ، وبين المواد الطبيعية والاصطناعية حتى بلغت ذروتها في التغير الطبيعي كما هو في (التلاعب الجيني)
- المفاهيم المجردة والفرضيات والنظريات هي اسس ضرورة للبحث العلمي ولكنها غير كافية. لذلك نضيف الصور لتوضيح الأفكار وينبغي أن الفن والعلم يؤلف وحدة فكرية (على سبيل المثال الرسام دالي تمكن من إظهار الساعة على بعد واحد والتي طورت من طرف البرفوسور دينس والدكتور نديم سراج على إظهار الساعة بعدة أبعاد :
- يجب على البشرية أن تتخلى عن فكرة السيطرة على الطبيعة ، والتطلع على المصالحة والحوار مع الطبيعة. وبهذه الطريقة يستعيد البحث العلمي أهميته الخاصة في إطار الأخلاقيات في خدمة الإنسانية
وفي جلسة الأندلس عرض الأستاذ الدكتور خالد بصمه جي من جامعة حلب عن الطب العربي في الأندلس ودوره الرائد في تطوير الطب الأوربي
حيث قال ان النهضة الطبية في بلاد الأندلس نشأت، نتيجة جلب المؤلفات الطبية التي قام أطباؤنا العرب بتأليفها في المشرق العربي الإسلامي ، أو التي قام أطباؤنا بترجمتها من المؤلفات الطبية الإغريقية ، حيث يعود لهؤلاء العرب كل الفضل في الحفاظ على التراث الطبي الإغريقي من الضياع حتى يومنا هذا .
برع العديد من مشاهير الأطباء العرب في الأندلس ، في تشخيص الأمراض ومعالجتها والحفاظ على صحة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها ، كما قام أطباء الأندلس بتأليف موسوعات طبية ظلت منهلاً للعلوم الطبية في أوربة حتى القرن الثامن عشر للميلاد .
ضمت المؤلفات الطبية الأندلسية كافة التخصصات السائدة آنذاك : كالصحة والحميات وأمراض الإنسان من الرأس إلى القدم ( كأمراض الأطفال ، وأمراض الفم والأسنان ، والأمراض النسائية ، والأمراض الجلدية ، وأمراض العين ، والأمراض الباطنة ، والجراحة ) ، حيث كانت الأسس التي بنت عليها الجامعات الأوربية نهضتها الطبية في ذلك العصر .
تعرض البحث لذكر بعض هؤلاء الأطباء الأفاضل ، الذين تركوا بصماتهم العلمية الطبية ، والتي مازالت ذات قيمة بالغة في التراث الطبي العالمي . كما يعود الفضل للأطباء الأندلسيين في تعليم وتدريب الأطباء وطلبة الطب الوافدين من مختلف مدن أوربة آنذاك ، للدراسة الطبية في بلاد الأندلس . إن استعراض مؤلفات أطباء الأندلس ودراستها كافية لإعطاء صورة صادقة حول دورهم الكبير في مجال الحضارة الإنسانية وتطور الطب آنذاك ولا سيما في اوروبا .
لقد طبق أطباء الأندلس التداوي في البيمارستانات ( أي المشافي ) عند الضرورة، بينما كانت اوروبا في العصر الاوسط ترزخ تحت وطأة الجهل وقلة الأطباء وغياب المشافي .
وفي جلسة طب المواصلات تم نقاش الجديد عن الأمراض المتعلقة بالسفر وبالأصح طب المواصلات حيث لازالت حوادث المرور في الدول العربية تشكل نسبة عالية في أسباب الوفيات ومن الممكن إقلال هذه النسبة بإتخاذ بعض الإجراءات ومعرفة الأسباب
- الإصابات الناجمة عن حوادث المرور في إسبانيا : الحجم والوضع الحالي
- خبرات الجمعيات الإسبانية في الطرق الوقائية ومتى !
- تأثير الكحول والمخدرات على طب المواصلات
- خطورة الأمراض القلبية التنفسية على أمراض المواصلات
- كيفية تحديد المرض ! طرق الوقاية للسائقين المعرضين للخطورة
- الخبرة في مجال الصحة المهنية
وفي الجلسات التي تبعها تم نقاش الجديد في المواضيع التالية
- أهم التشوهات الخلقية المشخصة عند الولادة
- الطرق الجراحية الخاصة في تصحيح القرنية المخروطية المرحلة الثالثة والرابعة
- هل تنعكس صحة الفم عند الأمهات على الأطفال
- الطب العربي في الأندلس ودوره الرائد في تطوير الطب الأوربي
- دور البحث العلمي و إهتماماته في جامعة دمشق
- واقع البحث العلمي والتعليم العالي من حيث المستوى والجودة في البلدان العربية
- قصور القلب الإنبساطي
- المعالجة الحديثة للرجفان الأذيني
- الإكتشافات الحديثة في مميعات الدم
- الصمة الرئوية
- نتائج المعالجة الحديثة لأم الدم الأبهري بالقسطار (تركيب داعم داخل الشريان او السينت) بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة تحليل لنتائج 1000 حالة موثقة
- Calcium Pyrophosphate Dihydrate, Hydroxyapatite, and Miscellaneous Crystals
- أذيات الجمجمة الرضية إرتجاج وتكدم الدماع
- دراسة مقارنة بين الاصابات الرياضية في اوربا والعالم العربي
وعلى هامش المؤتمر عقد اجتماع عام لأعضاء الإتحاد و للهيئة الإدارية جرى خلالها إنتخابات جديدة للهئية الإدارية بعد إستقالة الهيئة الإدارية السابقة بعد
وفي نهاية المؤتمر وفي الحفل الختامي شكر الدكتور فيضي عمر محمود رئيس الإتحاد كل المشاركين واللجان المنظمة للمؤتمر تخللها تقديم الدروع وشهادات التقدير لكل من راعية المؤتمر وزيرة الصحة الإسبانية السيدة ليري باجين, والتي تسلمت شهادة التكريم نيابة عنها السيدة فيسنتا ليزاربي Dra. Vicenta Lizarbe. والى رئيس المؤتمر الدكتور بهجت عساف وممثلي الجمعية الإسبانية لطب المواصلات والى الدكتور تمام كيلاني رئيس إتحاد الأطباء والصيادلة العرب في النمسا على جهودة المميزة في دعم المؤتمر وفي هذه السنة كرم الدكتور جون خالروس درع أحسن محاضرة في المؤتمر والتي كانت بعنوان تأثير الكحول والمخدرات على المواصلات والدكتورة أمل دكاك من جامعة دمشق لما أبدتها من إهتمام على مكانة ودور الأطباء المغتربين لأوطانهم كذلك تم تكريم المحاضرين والهيئات المنظمة للمؤتمر, و المشاركين فيه والإعلاميين تقديرا وعرفاناّ بالجميل في دعم المؤتمر والمساهمة فى إنجاحه
وللإطلاع على المزيد يمكنكم مراجعة البرنامج العلمي مع الملخصات و المحاضرات