بدأ تفشي فيروس كورونا 19-COVID في مدينة ووهان Wuhan بالصين في ديسمبر/كانون الأول 2019 في سوق للأطعمة كان يبيع حيوانات برية بطريقة غير مشروعة، وأطلق على الفيروس اسم سارس كوف 2 (SARS-CoV-2)، وذلك لتمييزه عن فيروس سارس كوف (SARS- CoV) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) والذي انتشر في 2002-2003 وسبب 774 وفاة، غالبيتها في آسيا. وأطلق على المرض الجديد اسم كوفيد-19. ويمثل انتشار فيروس كورونا أكبر تحد واجهه العالم منذ عقود، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة يوم 30 يناير/كانون الثاني 2020، وأعلنت انتشار الفيروس جائحةً Pandemic يوم 11 مارس/آذار 2020.

وباتت دول العالم تبذل قصارى جهدها للتعامل مع تداعياته لإحتواءه, كما أن عدد الأشخاص المصابين في أوروبا في تزايد مستمر ويواصل العالم جهوده الحثيثة للسيطرة على

انتشار فيروس كورونا المستجد ورغم كل الجهود المبذولة من الدول التي أصابها فيروس كورونا، تأتي الأخبار بما لا يدعو للتفاؤل. إستهدفت الإستراتيجية و التدابير المتخذة في المانيا إلى إبطاء تفشي الفيروس. على مبدأ كلما قلّ عدد الأشخاص المصابين، كلما تم علاج المرضى المصابين بشكل أفضل. تم تشخيص اول حالة كورونا في جنوب المانيا وفي اوروبا في 27 ياناير 2020 لدى احد العاملين في شركة "فيباستو Webasto الموردة لقطع غيار السيارات في مدينة Heinsberg ولاية بافاريا وقد سُلطت الأضواء على تلك الشركة بعد أن كشفت أن امرأة صينية من العاملين بها أصيبت بعدوى الفيروس ونقلته إلى مقر الشركة، ومنه انتقل إلى زملاء لها حيث تم الإعلان الرسمي لهذه الحالة من قبل وزيرة الصحة في المقاطعة أما بالنسبة لشركة تصنيع قطع غيار السيارات التي كانت مهد انتشار الفيروس، فقد انتهت الأزمة وأعادت الشركة فتح أبوابها، وشُفي جميع من أصيبوا بالعدوى في الشركة.

كيف تفوقت المانيا على بقية الدول الأوروبية في مواجهة فيروس كورونا ؟
دخل الفيروس الى اوروبا بعد ان ظهرت أول حالة في المانيا في 27 يانور 2020 قبل ظهورها في إيطاليا في 21 فبراير/شباط.رغم أن عدد الإصابات في ألمانيا يضعها في المركز الخامس عالميا، فإن عدد الوفيات منخفض نسبيا مقارنة بالدول الأخرى، فما الأسباب؟.

Infektion gesamt: 167.300, Todesfälle: 7.266 ,Genesene: 136.864 aktuell Infizierte: 23515
Infektion gesamt: 167.300, Todesfälle: 7.266 ,Genesene: 136.864 aktuell Infizierte: 23515

إن حدوث الوفيات في ألمانيا بسبب كورونا أمر محتوم،.
يؤكد رئيس معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية بألمانيا، لوتار فيلر أن "معدل الوفيات سيرتفع" لكن الفرق بين ألمانيا وإيطاليا إحصائي في جانب منه، إذ يبدو أن المعدل في ألمانيا أقل منه بكثير في إيطاليا لأن ألمانيا أجرت اختبارات على نطاق واسع.ويقول دروستن من المعهد إن ألمانيا أجرت أكثر من 1.3 مليون اختبار. وإن ألمانيا تجري الآن ما يصل إلى خمسمئة ألف اختبار أسبوعيا.
تجربتكم في مواجهة فيروس كورونا في ألمانيا، ماهي الاجراءات التي تقومون بها ؟


1. استغلال عامل الوقت والتنظيم المبكر. Exploitation of time and early organization:
إن الألمان لاحظوا خطر كوفيد-19 وخاصة بعد ظهور الصور التي نشرت من ايطاليا وبدؤوا اولا بتقييد الرحلات الجوية القادمة من الدول الأكثر تأثرا مثل الصين وايران في ذلك الوقت ، وعندما غزا الوباء أوروبا وبالأحرى المانيا قرروا إغلاق حدوده مع الجوار وإدارة الوباء داخليا. بشكل عام يمكنك السيطرة على الأمراض المعدية، إذا تحركت بسرعة بالغة لاكتشاف الحالات ومن تعاملوا معها عن قرب وعزلهم وتم وضع خطط طوارئ مبكرة بدءا من التشخيص والعزل مرورا بالوقاية التي هي اهم شي وشكلت الحكومة الاتحادية فريقاً لإدارة الأزمات يلتقي بشكل منتظم. بهدف تقويض انتشار الفيروس وإبطائه قدر المستطاع.على مبدأ كلما انتشر الفيروس بشكل أبطأ، كلما كان ذلك أفضل والذي كان له دور كبير في انخفاض نسبة الوفيات رغم أن انتشار الوباء لم تصل النهاية بعد.؟ يعد معهد روبر ت كوخ المؤسسة المرجعية المسؤولة عن تقييم مخاطر وباء فيروس كورونا في ألمانيا، ويقدم توصياته للحكومة لمكافحة انتشار الوباء وهنا بعض العوامل المميزة في المانيا التي لعبت دورا ايجابيا وبشكل أفضل من الدول الأوروبية المجاورة


2. وعي الشعب والعامل الاجتماعي People's awareness and social factor:
توصيل الرسالة والأوامر إلى المواطنين عبر الأقنية الرسمية كانت من رؤساء الحكومات ، ليفهم الناس قواعد الحجر الصحي، مدركين جدية الأمور حيث فرض الحجر الصحي في 14 أذار 2020 وفرضت الإجراءات الوقائية ضد الفيروس الوقائية في البيت والشارع والدوائر مع إمكانية التبضع للمواد الغذائية مع المراقبة وإغلاق المدارس والجامعات والإستمرار في التدريس الألكيتروني او الديجتالي للتقليل من الإصابة التي طبقت في بفاريا في بدء الطريق في تقييد حركة المواطنين التحكم عن طريق مواصلة التباعد الاجتماعي (Social distancing) وكذلك العزل "Isolation"وتم تطبيق تلك القيود في جميع أنحاء البلاد في 22 مارس/آذار.2020 وأعلنت ألمانيا أنها ستعيد تقييم القيود بعد عطلة عيد الفصح اي في 15 نيسان 2020 وحسب تصوري المعلومات المتوفرة عن هذه القيود والوصايا الصحية كافية ومعروفة لدى الجميع وفي كل البلدان واللغات ومتوفرة في كل الصحف والنشرات وبهذه الإجراءات فهم الألمان وحدة مصيرهم، وأن وكيل السلطة أيضا مواطن مثلهم واختاروا الشفافية وعرض الأحوال كما هي، بعيدا عن إعطاء الآمال الزائفة للمواطنين، وذلك وسط تغطية إعلامية موحدة، تصدر المعلومات إليها حصريا من وزراء الصحة والاقتصاد والمالية والعمل ومعهد كوخ للإنتانات.وكان الدولة تستند على التقارير من خبراء الفيروسات والمخابر وعن الواقع ميدانيا لتحول مباشرة إلى الحكومة، حتى تكون لدى أصحاب القرار على الفور صورة حقيقية عن الوضع.


3. استيعاب المرضى. Absorption of patients
‏County

تمكنت المانيا من استيعاب المرضى حيث ان ألمانيا مجهزة جيداً لعلاج المرضى بشكل عام والمصابين بالفيروس الجديد. يعمل معهد روبرت كوخ بشكل وثيق مع السلطات والمرافق المختلفة، وذلك على المستوى العالمي والوطني. فهو يوثق الحالة الراهنة بشكل منتظم ويقيّم كافة المعلومات ويصدر تقييماً للمخاطر وينشره على موقعه الالكتروني كما تؤمّن شبكة من المراكز المتميزة والعيادات المتخصصة رعاية على أعلى المستويات العالمية. ولها جاهزية عالية للكوادر الطبية مع تقنيات جيدة كما ان النظام الصحي والمستشفيات تؤمن عدد كافي للإسرة في وحدات العناية المشددة والتي تبلغ 28 الف سرير وتمتلك ألمانيا أكثر من 1900 مستشفى بسعة 28031 سريرا، بمعدل 33.7 وحدة عناية مشددة لكل 100 ألف شخص. تختلف مستوى جاهزية النظام الصحي في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا عن ألمانيا، من حيث التجهيزات الطبية، خاصة وحدات العناية المشددة، إذ كان لدى إيطاليا في بداية حالة الطوارئ الصحية 5179 وحدة عناية مشددة، ثم رفعت إلى 9284 وحدة عناية، وفق بيانات وزارة الصحة الإيطالية الصادرة في 4 إبريل الجاري، وبدرجة أقل في فرنسا، إذ زادت سعة أسرة الإنعاش من 5 آلاف وحدة عناية مشددة قبل الوباء، إلى 8 آلاف وحدة بحلول 24 مارس الماضي وفق بيانات منظمة الصحة الأوروبية، وتمتلك إسبانيا 3363 وحدة عناية مشددة فقط وفقا لبيانات وزارة الصحة الإسبانية رغم ذلك المانيا استغل الوقت للحصول على المزيد من عدد الأَسِرّة المجهزة بالتنفس الإصطناعي في المستشفيات لمواجهة وباء كورونا.وتبين دراسة أجريت عام 2012 أن ألمانيا كان بها بالفعل أكبر عدد من أَسِرّة العناية المركزة في أوروبا مقارنة بعدد السكان.وقد لا يكون كل ذلك كافيا

 

4. تعقب المصابين. Follow up
سعت المانيا بعزل المصابين والمحتكين معهم الذين لا يحتاجون ادخال للمستشفى او القادمين الى المانيا من بلدان معينة وإجراء الاختبارات ليتم عزلهم في بيوتهم بشكل تام ومتابعتهم من قبل الصحة العامة

Year   NO of Bett per 100 1000   County
2017 33,9 Germany
2018 28,9 Austria
2018 25,8 USA
2018 16,3 France
2017 9,7 Spanien
2020 8,6 Italien
2014 7,8 Dänemark
2016 5,00

Irland

والامراض المعدية حتى تختفي الاعراض كلها واعادة الاختبارات للتحقق من ان المريض خالي من الفيروس قبل التحاقه مرة ثانية بالعمل او الدراسة والاختلاط.ومن الاهمية معرفة ان الاصابة لا تعطي وقاية بل يبقى المصاب الذي تعافى كغيره متعرضا للاصابة مرة ثانيةحتى تتمكن حكومة الولاية من منع انتشار الفيروس. وكان هذا التعقب عاملا ساعد ألمانيا في كسب وقت مهم جدا لبناء دفاعاتها في مواجهة المرض، ويقول العلماء إن الوقت الذي كسبته ألمانيا ربما أنقذ أرواح بعض الناس.
تكنولوجيا المراقبة رغم ازدياد استعانة بعض الدول بالتكنولوجيا الرقمية لمراقبة تحركات الأفراد بهدف احتواء الفيروس، لكن البعض في المانيا يرى في ذلك فرصة للحكومة لفرض سيطرة أكبر على الشعب وتكثيف المراقبة عليها ولم تتفق المسؤولين في الحكومة الألمانية الى هذا التاريخ من استعمال تكنولوجيا المراقبة التي تم تطويرها بسرعة كبيرة، حرصا بان لا تقع المعلومات في الأيدي الخاطئة، ثم تتخذ قرارات بطريقة مبهمة غير شفافة". إن ذلك قد يكون مبررا في المدى القصير، ولكن هناك خطرا لو أصبحت هذه الممارسة دائمة.


5. اجراء الكثير من التحاليل المخبرية المبكرة The large number of early laboratory analyzes:
اطلقت ألمانيا حملة إعلامية واتخذت إستراتيجية حكومية للتعامل مع الفيروس اعتمدت فيها على إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس على نطاق واسع حيث تجرى في أكثر من 100 مختبر متخصص حوالي نصف مليون فحص اسبوعيا للكورونا بمعدل 80 الف في اليوم وتوصيل المعلومات وتوفير النشرات عن المرض والوصايا بجميع اللغات والمراقبة من الدولة عن التنفيذ مع تحديد ارقام تلفونات للإستعلام وبالمقارنة مع التحاليل المخبرية اليومية التي تجرى للتأكد من الإصابة بفيروس كورونا في دول أوروبية، تتفوق ألمانيا في هذا المجال، إذ أجرت فرنسا خمسة آلاف اختبار يوميا، أما إسبانيا فأجرت 15 ألف اختبار يومياً، وبينما أجرت إيطاليا 21 ألف فحص يومياً بالإضافة إلى 50 ألف فحص إجمالي أجرته مقاطعة إيميليا راماغونا حتى تاريخ 31 من شهر مارس/آذار الماضي وفقا لبيانات منظمة الصحة الأوروبية
يتم تشخيص فيروس الكورونا بواسطة ما يعرف ب Real-time polymerase chain reaction(RT – RCP) او تفاعل البلمرة التسلسلي وذلك بأخذ نموذج على شكل مسحة من داخل الانف Nasopharyngeal وأخرى من داخل الفم Oropharyngeal كما ويفضل اخذ نموذج بلغم في حالة وجود بلغم مع السعال..وتحفظ النماذج في درجة حرارة 2 الى 8 مئوية بواسطة وضعها في صندوق محكم الغلق والتي يمكن ان تعطي النتيجة بعد حوالي 4 ساعات.


6. نظام طبيب الأسرة المميز وتصنيف المصابين في المانيا The distinguished family doctor system and patient classification in Germany:
في حالة الحاجة إلى المساعدة الطبية، يتعين الاتصال هاتفياً بعيادة طبيب الأسرة. من المهم الإشارة خلال هذه المكالمة إلى إقامة سابقة في إحدى مناطق بؤر تفشي فيروس كورونا أو إلى أنه تم الاحتكاك بأشخاص من مناطق بؤر تفشي الفيروس وحسب التقييم سيتم تصنيف ومتابعة او تعقب المصابين وانتقاء المرضى واجراء التشخيص اللازم اي أن الحالات التي تعاني من إصابات خفيفة بالمرض يتم إرسال الكثير منها إلى الحجر الصحي في المنازل، والحالات المتوسطة الخطورة والخطرة يتم فرزها الى المشافي التي تتولى المراقبة السريرية او التحويل إلى العناية المشددة. لإجراءات التنفس الإصطناعي الذي يؤدي إلى الإضرار بالرئتين حينما يطول الفترة فإن المرضى لا يتركون أجهزة التنفس الصناعي بسهولة ، بل يحتاجون إلى أسبوع أو أسبوعين ليتمكنوا من التنفس بمفردهم بسبب ضعف عضلات التنفس التي نستخدمها في الأحوال العادية للتنفس.


7. توصيل المعلومات وتوفير النشرات عن المرض Providing flyer information about the disease والوصايا بجميع اللغات والمراقبة من الدولة عن التنفيذ مع تحديد ارقام تلفونات للإستعلام والإسترشاد "يجب على الناس فهم ما نحن بصدد التعامل معه. يجب أن يدركوا مدى خطورة الأمر وأن يتمكنوا من العمل مع الحكومة لتنفيذ الإجراءات التي يتطلبها الأمر".


8. التأمين الصحي الإجباري لكل المواطنين ونظام المشافي في المانيا. Compulsory health insurance for all citizens and the hospital system in Germany:
كل المواطنين الألمان والمقيمين في المانيا لديهم تأمين صحي والتأمين الصحي في المانيا هي من أفضل التأمينات في العالم والحكومة الألمانية تبذل قصارى جهده في الرعاية الصحية ولإرضاء الشعب لانها نقطة حساسة وتهم كل فئات الشعب وتبذل الكثير من الأموال ومعظم المشافي تعمل بمبدأ مصلحة النفع العام ولا يعتمد على اكتساب ارباح من خلال العمل والهدف هو تأمين الرعاية الصحية للشعب. بإصدار من الحكومات المحلية تتم في المستشفىيات الألمانية التنظيم والقيادة المركزية ووضع البرامج المتدرجة والإعلام والإنضباط في وقت الأزمات مع وضع برنامج المناوبات وبرنامج الكورونا مع إجراء الدورات الإضافية لتجديد المعلومات وبرنامج الطوارئ ونقل المرضى وتوحيد مصدر المعلومات من كوماندو مركزي كلها يلعب دور كبير في هذا المجال والتي تتوافق مع نظام العمل التي تحرص على سلامة الكوادر الطبية وتأمين بيئة عمل مثالية والتي يعتبرها الألمان مقدسة مع التقيد بساعات العمل ودفع الأجور إذا زاد الوقت او تطلب الأمر كما ان النظام العلمي والبحثي والتعليمي وحقوق العاملين في المجال الصحي والتأمينات الاجتماعية وحتى المعاشات والرواتب تلعب دورا كبيرا لإرضاء هذه الفئة رغم ان العدد بشكل عام اقل من اللازم في المانيا أناس يعلمون ماذا يفعلون، وهم ملتزمون وحريصون على سلامة وصحة المريض.


9. الكوادر الطبية:. Medical staff
بالإضافة إلى ما سبق قامت المؤسسات الصحية والمشافي بتأمين الألبسة الواقية وتحديد ساعات العمل للطواقم الطبية والتمريضية بإجراء مناوبات تمتد لست أو سبع ساعات متواصلة، يتولى ذات الكادر الطبي العمل فيها مع المرضى الذين تقع على عاتقه رعايتهم، حتى نتجنب ارتفاع عدد الإصابات بين الأطباء والممرضات في حالة إصابة الطبيب بالمرض حتى لا ينقله إلى زملائه أو غيره من المرضى، والقيام باعمل التدوين والتوثيق والقيام بأبحاث متواصلة بهدف إنتاج لقاح مضاد ويجب عزل المصابين داخل المستشفيات في غرف خاصة ذات ضغط سالب Rooms Pressure Negative وذات ابواب مغلقة ويفضل ان ينفتح بابها الى غرفة مجاورة تستخدم للتحضير والتعقيم وليس بشكل مباشر للخارج مع استخدام ملابس خاصة واقية تحمي العاملين والاطباء بشكل تام.


10. عامل المبادرة والتخطيط:. The initiative and planning factor
أنشئت وحدات طبية في غضون أيام قليلة،في صالات المعارض مثل مشاركة الجيش في التجهيزات ، تم نشر حوالي 100 جندي من جيش الدفاع الالماني حاليا في بفاريا لمكافحة فيروس كورونا للمساعدة في رعاية دور المسنين وأكثر من 100 عنصر كمستشارين في لفرق الأزمات في المقاطعات والمدن و100 عنصر للإنتشار ويساعد الجنود الى الدعم اللوجستي في تشغيل محطات الكورونا وتوزيع معدات الحماية الطبية وتقديم المشورة في المجال الطبي :ما شارك الجيش بنقل المرضى بالطائرات الخاصة الى المشافي التخصصية في المانيا وفي اوروبا واستدعاء الكوادر الطبية الإحتياطية المتقاعدة او الذين كانوا يعملون في مجالات أخرى
كما تم إنشاء مستشفى مساعد في فندق داخاو ل 100 سرير وهي موجودة للخدمة في حالة عدم كفاية طاقة المشافي ومع ذلك الى الأان لم يتم استقبال مرضى هناك مستشفى هيليوس ستتكفل بتنظيم الطاقم الطبي.


11. الدولة تبنت الإقتصاد : The government supported institutions, workers, employees, and the economy
الدولة تكفلت بمعظم الأضرار التي قد تنجم عن هذه الأزمة، حيث خصصت إعانات ومساعدات لأكثر الفئات حرمانا، وعناية بالعائلات التي تواجه صعوبات.، أعلنت الحكومة إنشاء صندوق من الدولة للكورونا لتخصيص مليارات من اليورو، كما أطلق العديد من المبادرات الخاصة كشراء معدات للمستشفيات.الشعب الألماني كانت واثقة من حكومته لعبت الحكومة دورا رئيسا في تحديد الاتجاه، ولكنه بالتأكيد كان تحركا جمعيا من الألمان ايضا حيث الإجراءات المتبعة ليس الهدف منها فقط احتواء الفيروس ومكافحته ، ايضا احتواء التأثير السلبي لتفشي الفيروس على الاقتصاد على الشعب الألماني البالغ عدده 82 مليون نسمة كما ان الحكومة في أكبر حملة في تاريخ المانيا الفيدرالية ، تم إعادة أكثر من 240.000 شخص إلى ديارهم.الذين كانوا في إجازات في دول مختلفة في العالم.


12. مقياس العدوى وانتشار الفيروس.Reproductions (RO) :
تمكنت المانيا بهذه الإجراءات من انقاص عدد الإصابات التي يمكن للشخص المصاب ايقاعها خلال فترة اصابته بالمرض والتي تسمى Reproductions (RO) من 1,3 في اوائل ابريل الى أقل 0,8 فاذا كانت النتيجة هي اقل من واحد معناها بان انتشار المرض قليل وان المرض يمكن السيطرة عليه بسهولة وهذا الرقم هي التي تقرر مدى فعالية الإجراءات المتخذة من قبل السلطات الصحية مع المرض فإذا كانت ال R0 الى اقل من واحد مما يعني ان الانتشار سوف يضمحل وينتهي ويتلاشى المرض والعكس صحيح أي كلما ارتفعت ال R0 اصبح الامر اخطر مما يعني اتخاذ تدابير اكثر صرامة للحد من الانتشار. ومن جهة أخرى ان عدم معرفتنا الدقيقة مثل فترة العدوى وعدد الحالات التي كانت بسيطة ولم يتم تسجيلها وعدد الأشخاص الذين هم فقط حاملين للفيروس وعوامل أخرى لها علاقة بالفيروس نفسه هذه كلها تجعل التنبأ بما سيئول اليه الوضع غير واضح وحتى تتضح هذه الأمورتبقى ال R0 غير دقيق وهذا سبب اختلاف الأرقام ما بين المؤسسات والبلدان
في السادس من شهر ماي 2020 بدأت الحكومة الألمانية بتخفيف القيود على الحجر الصحي على شرط بان انتشار الفيروس لا يزداد عن 50 إصابة لكل 100 الف من السكان خلال اسبوع.

كيف استعدت مشافي المانيا لفيروس كورونا؟
جاء هذا المرض بشكل عام الى المانيا دون إنذار مسبق ولم يكن لدى الهيئات المسؤولة اية برنامج نوعي لهذه الجائحة رغم ألمانيا مجهزة بنظام إنذار ورصد للأمراض جيد جداً و بخطط لمواجهة الجائحات. بدأت الاستعدادات والترتيبات بالتدريج في كل المشافي الألمانية وخاصة بعد ان نشرت صور المصابين وتدهور الأحوال الصحية في شمال ايطاليا ولم نكن نملك في البداية خبرة عملية ومعرفة واضحة ورصينة حول الفيروس كما ذكرنا بالإضافة الى نقص شديد في الأقنعة والكمامات ووسائل الحماية".بعدها بدأ تنظيم المواجهة مع الفيروس ، وهنا بعض المعلومات والإجراءات المتخذة في المشافي على سبيل المثال في المستشفى الجامعي في مدينة ايرلنغن الألمانية في شمال بفاريا وهي من اقدم واكبر المشافي في بفاريا والتي بالعادة مخصصة لاستقبال ومعالجة جميع التخصصات على مستوى عالي يعمل فيها حوالي 3200 عنصرا طبيا وفنيا واداريا حاليا مجهزة ب 100 سرير عناية مشددة مجهزة باجهزة التنفس الإصطناعي يمكنها معالجة الكورونا ويمكن رفع العدد الى 40 سرير اضافي عند الضرورة القصوى ويمكنها معالجة حوالي 200 مريض مصاب بالكورونا COVID-19
وبدأت المشافي بتقليص قبول ومعالجة الأمراض العادية والإجراءات التشخيصية الغير اسعافية كما انها منعت الزوار والمرافقين من دخول المشافي والتركيز على تدابير معالجة واستقبال مرضى الكورونا من خلال تخصيص وحدات إسعاف خاصة للمشكوك في إصابتهم لإجراء الفحوصات الأولية. وبدأت بعدها تتوالى حالات الإصابات والوفيات، ووقتها عاشت ألمانيا حالة ارتباك واضحة في الأيام الأولى لتفشي الفيروس, وكما تم استقبال مريضين في العناية المشددة من ايطاليا في 3 نيسان 2020 في عطلة نهاية الأسبوع وتم نقلهم بالهيلوكوبتر الى مركزنا في إيرلنغن لاظهار التضامن و التآذر الأوروبي بالإضافة لوجود كفاءات وشواغر في الوقت الحالي في مركزنا وتعالج مركزنا في ايرلنغن حاليا 19 مريضا منها 8 في العناية والباقي في الأجنحة المخصصة
واستقبلت مشافي ألمانيا إيطاليين مصابين بالفيروس، ونقل طيران الجيش الألماني مرضى بالفيروس في ست رحلات، من أجل تلقي العلاج في مشافي ألمانيا حتى الثامن والعشرين من مارس 2020، وفي اليوم التالي بدأت طائرات عسكرية ألمانية أخرى بنقل مصابين فرنسيين من مدينة ستراسبورغ إلى المشافي الألمانية لمعالجتهم بحسب بيانات حركة طيران الجيش المنشورة على موقعه الإلكتروني.
طبعا نحن فخورين بان جامعتنا في ايرلنغن هي اول جامعة في المانيا منحت لها الترخيص في تصنيع المصل التي تحوي مضادات الأجسام specifics antibodies لمعالجة المصابين بفيروس الكورونا والتي تستحصل من الأشخاص الذين تعافوا من هذا المرض في وقت مسبق وهذا النوع من المناعة المكتسبة العابرة يعتبر حالياً خياراً متاحاً لبعض مرضى كورونا، ويتمثل في استخدام ونقل بروتينات الجلوبينات المناعية "Immunoglobulins"، حيث تقوم بتوفير مناعة مباشرة عابرة وسريعة للجسم المستقبل ولتعطى في الوقت الحرج للمصابين حتى يتشكل مضادات اجسام ذاتية من قبلهم وهذا تفيد في إخراج المريض من الفترة الحرجة كخطوة أولى لعلاج مرضى كورونا "Covid-19" الذين فشلوا في مقاومة الفيروس لأسباب بنيوية حالت دون الوصول إلى القدرة الكافية للمقاومة عبر نظامهم المناعي وهنا تذكير بسيط للجهاز المناعي البشري بشكل عام.تُقسم المناعة البشرية من حيث النوع إلى قسمين:

المناعة الخلقية "Innate natural immunity" يُولد مع الإنسان، ويكون مزوداً به، ويُفعّل للاستجابة الأولية لأي طارئ يغزو الجسم، وهو نظام عام غير محدد، وقصير الأمد، ويحدث بسرعة في الأيام الأولى من التعرض للمحرض المناعي "Antigen".
المناعة المكتسبة التي تحدث بعد أسبوعين من التعرض للمرض او الفيروس او للمحرض المناعي (كالحصبة والجدري مثلا) وتحدث ببطء وتتميز بدقة التحديد، وطول الأمد، و الذاكرة في التعرف على الهدف وقتله بالأجسام المضادة "antibodies"، "Adaptive or acquired immunity" وهو النظام الأكثر فاعلية، ويُعتبر القسم الثاني للاستجابة المناعية، ومنه أيضاً تتفرع
     • المناعة المكتسبة الناشطة "active immunity" تستجيب او تحدث عند التعرض للجراثيم والفيروسات بكل مباشر او
     • نتيجة اللقاحات المضادة "Vaccines".وهذا ما يُنظر إليه كحل نهائي لوباء كورونا
     • المناعة المكتسبة "الغير ذاتية او المستعارة " العابرة "Passive immunity”، ومثال ذلك المناعة المنقولة للجنين من والدته عبر الحبل السري،
عملية نقل بروتينات الدم المناعية "plasma transfusion". وهي معروفة منذ أكثر من 100 سنة وهذا النوع من المناعة المكتسبة المستعارة يعتبر حالياً خياراً متاحاً لبعض مرضى كورونا، ويتمثل في استخدام ونقل الغلوبينات المناعية "Immunoglobulins"، حيث تقوم بتوفير مناعة مباشرة عابرة وسريعة للجسم المستقبل. والذي يُراد البدء به كخطوة أولى لعلاج مرضى كورونا "Covid-19" الذين فشلوا في مقاومة الفيروس بسبب انعدام البدائل الأخرى حاليا، ونظرًا لطبيعة التحدي الذي يفرضه هذا الفيروس الجديد من حيث النوع والسلالة وسرعة انتشاره. والأدهى من ذلك أنه فيروس قادر على التغيير "mutation" أو ما يُعرف بحدوث الطفرات الجينية في تركيبه الوراثي ولا شك أن هذا الإجراء مفيد لمرضى القصور المناعي كعلاج لمرة واحدة "Immunocompromised"، ولكن إنْ تعرض هؤلاء للعدوى مرة أخرى فلا بد من إعادة الإجراء ثانية، بسبب تكوّن مناعة قصيرة الأمد لديهم، إلا أن من سلبيات هذه الطريقة أنها تتطلب الكثير من الجهد البشري، بالإضافة إلى كلفتها الزمنية لإعداد ذلك لكل مريض. وأيضاً فقد تؤدي عند بعض المرضى إلى إيقاف إنتاج الأجسام المضادة، فيصبحون عرضة للإصابة بعدوى أخرى بشكل أسرع.

المناقشة.
أظهرت أزمة كوفيد-19 اختلافا في طرق الإدارة في أوقات الأزمات في العالم، وأظهرت عجز كثير من الحكومات أمام الفيروس وتداعياته التي لا يمكن التنبؤ بها، إلا أن أداء الحكومة الألمانية كان مخططا حيث أخذت بعين الإعتبارتجارب الدول المسبقة وعامل الوقت وتحديث ورقمنة المؤسسات المسؤولة التي كانت تتواصل بهدوء, أن انخفاض نسبة وفيات المصابين بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، يعود بشكل أساسي على متانة النظام الصحي، وقوة وعدد وحدات العناية المشددة، والتي تضاهي ما تملكه عدة دول أوروبية غنية، فضلا عن عدد الفحوص والتحاليل التي تجرى يوميا للكشف عن المصابين بالفيروس، كما أن ألمانيا لديها مستشفيات وصالات احتياطية (وصالات المعارض) وفي أقبية مجهزة منذ الحرب العالمية الثانية، وما تزال مغلقة وبإمكانها أن تدخل الخدمة في حال الاحتياج لها.. ويبدو أن تلك الجهود الضخمة قد أثمرت، إذ يتلقى المرضى عناية ممتازة من قبل أفراد طاقم طبي تمكّن من السيطرة على الأزمة
من جهة أخرى ان الإجراءات التي اتخذت في كل انحاء العالم من حظر للطيران وتقنين للسفريات والتنقل على نطاق واسع ولربما بسبب توقيف بعض المعامل أدى بشكل ايجابي وانخفاضا في معدلات التلوث في الطبيعة وتحسن في الجو وخاصة في المناطق الصناعية والمدن المكتظة بالسكان. وسوف تتوجه الدول الكبيرة في تطوير أجهزة جديدة لها القدرة على تحري الأوضاع الصحية والبحث عن التهديدات البيولوجية، كما انها ستسخر الذكاء الإصطناعي من أجل رصد التطورات في المجموعات السكانية المختلفة وتفهمها والتنبؤ بمساراتها وتحليل المعلومات المستقاة من المخابر والمؤسسات البحثية البيولوجية والهواتف المحمولة والعبارات المستخدمة في البحث في الإنترنت وغيرها من النشاطات. بالنسبة لمؤسسات التجسس.
وحتى بعد مرور أكثر من 5 اشهر على ظهور الوباء في العالم بدأت تتوضح إحداثياتها الرقمية الآن فإلى تاريح اليوم 9 مايو 2020 أودى بحياة 271,780 شخصا على الأقل، واقترب عدد المصابين من أربعة ملايين ولا زال العداد مستمر في التعداد
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا من الوباء، إذ سجلت حصيلة الوفيات على أراضيها 73431 وفاة من أصل 1228609 إصابة. وأُعلن شفاء 189910 على الأقل..وتلي الولايات المتحدة من حيث الوفيات إيطاليا (29684 وفاة) وبريطانيا (30105) ثم إسبانيا (159359) ففرنسا (25812).وفي المانيا 7275 مريض وهذه الأعداد لا تعكس إلا جزءا من العدد الفعلي للمصابين والتي تتغير كل ساعة من حيث الأعداد والترتيب في الجداول المذكورة
وللمقارنة فإن ضحايا الساعة الأولى للقنبلة الهيدروجينية في ناغازاكي اليابانية بلغت ثمانين ألفاً. والى الأن فالفيروس يملك المبادرة الكاملة للتفشي، بينما كل أسلحة خصومه لا تأثير لها عليه. ولا أحد يستطيع أن يخمّن مقاصده النهائية
وسوف يواجه المجتمعات المختلفة على إثر هذه الجائحة تحديات جسيمة كانوا غير مستعدين لمواجهتها. وسيحاول السياسيون و العلماء ومقدموا خدمات الرعاية الصحية التغلب على هذه التحديات، وسينجحون إلى حد ما، لكن سرعان ما ستظهر تحديات جديدة. حيث أدركت الحكومات والشركات خطر التبعية والبعد للحاجيات الضرورية والمختلفة كمثال ذلك الكمامات البسيطة التي كانت تصنع في الصين.ان هذه الكوارث قد تثير مشاعر الكراهية والعنصرية في الدول التي يتواجد فيها الأجانب وإحياء مبدأ القوميات من جديد. ويجب الحد من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب، وإلقاء اللوم على الآخرين، وبث الرعب في الناس، داعيا إلى "العمل بكل ما في وسعنا. وأن الحياة سوف لن تعود كسابق عهدها على أية حال، لكننا قد نضع معايير جديدة للاعتياد على الحياة اليومية بعد الأزمة، والتي ستكون مختلفة عما كانت قبل بات من الواضح للعيان اليوم، بأن هذه الجائحة تمثل حدثا سيغير مجرى التاريخ. فالعالم الذي نعرفه ما قبل كورونا لن يشبه إلى حد بعيد العالم الذي سيتشكل كنتيجة مباشرة وغير مباشرة لهذه الأزمة.
ولقد قام اتحاد الأطباء العرب في اوروبا ARABMED ولا زلنا في مختلف فروعه بالتصدي لهذا المرض 19-COVID واجرى الزملاء وأعضاء الإتحاد في البدان المختلفة (إيطاليا, النمسا, فرنسا, أوكراينا وفي المانيا) عدة لقاءات ومقابلات إذاعية وتلفيزونية بمختلف اللغات وتبادلوا الرأي والخبرات عن إجراءات الدول المقيمين فيها ونحن بدورنا قمنا بتوفير المعلومات والنشرات عن هذا المرض والقاء المحاضرات العلمية والتثقيفية وقمنا بتوفير تلفون الخط الساخن Hotlines للإستعلامات, كما ان الإدارة المركزية أطلقت مشروعا لخياطة الكمامات من العائلات لإن هذه الكمامات والتعليمات الوقائية الصحية سوف ترافقنا فترة طويلة في فترة ما بعد كورونا ومن جهة أخرى تم تأجيل المؤتمر الطبي السنوي 33 لإتحاد الأطباء العرب في اوروبا واجتماع الهيئة العامة والذي كان مقررا عقده في المانيا في مدينة نورنبرغ اوائل الشهر السابع لعام 2020 بسبب الحجر الصحي العالمي ومنع اللقاءات وتقييد الطيران وإغلاق الفنادق في الوقت الراهن.


الدكتور فيضي عمر محمود
Dr. Faidi Omar Mahmoud, Erlangen, Germany