لقد طرأت تقدما كبيرا في صناعة الطائرات, وأصبح الطيران المدني آمنا في يومنا هذا, مقارنة عنها في ال 50 سنة الماضية , وأصبحت الطائرات الحديثة مجهزة بكل الرفاهيات التي نتصورها , في مختلف الدرجات, وان المسافر العادي الصحيح الجسم لا يتأثر مطلقا بأية تقلبات صحية, ورغم ذلك ليس من النادر ان تحدث حالات إسعافية في الطائرة لدى المسافرين وهم في ارتفاع آلاف الأمتار عن سطح الأرض, والتي تترافق غالبا  بصعوبات في إجراء التدابير الإسعافية من قبل الأطباء المسافرين او عناصر الطائرة او المسافرين انفسهم, وليس من النادر ان نسمع صوت المضيفة بالميكرفون بحثا عن وجود طبيب في الطائرة.

وتعتبر هذه الحوادث من أمراض العصر و تبعيات الحضارة الحديثة, وهذه الحوادث الطبية البالغة الخطورة لحسن الحظ ليست كثيرة الحدوث , وفي الحقيقة لا يوجد إحصائيات دقيقة من شركات الطيران عن عدد الإصابات ودرجاتها المرضية حيث ان كثير من الشركات الطيران غير مجبرة لتدوين مثل هذه المعلومات حيث دونت فقط 17% من هذه الحالات الطارئة

 

 

 

بلغت الحوادث لدى الشركة النمساوية في عام 2004 الى 250 حادثة في حالة 9,5  مليون مسافر, بينما شركة الطيران البريطانية وثقت 3386 حالة في 38 مليون مسافر في 1000 منها تطلب المعالجة من عناصر الطائرة او الطبيب الإضطرابات الهضمية كانت 25 منها بعدها كانت 9% اضطرابات في القلب والدوران ثم الإضطرابات العصبية في 8% , في الولايات المتحدة الأمريكية بلغت الحوادث الى 1999 في 100 مليون مسافر  في 7 حالات حدث الوفاة وفي 66% منها كانت الأسباب قلبية وعائية.


ولقد سجلت شركة الطيران الأسترالية ل 31 مليون مسافر لمدة 65 شهر 27 حالة وفاة في الطائرة و19 حالة في المطارات , وسجلت شركة لوفت هانزا الألمانية في عام 2004 ل 50 مليون مسافر 1500 حالة اسعاف مع 35 حالة هبوط إضطراري  وحالة واحدة Reanimation  إعادة حياة وفي الحقيقة الأسباب كانت تغيرات في الضغط الشرياني, أي في 22% من الحالات وفي 8% إضطرابات هضمية اسهال وإقياء وفي 8% ايضا إضطرابات عصبية.


وتدل الإحصائيات العالمية بانه يموت 2500 الى 5000 مسافر سنويا أثناء الطيران, في 75% منها بسبب إضطرابات في جهاز القلب والدوران أو حدوث إحتشاء في العضلة القلبية, على سبيل المثال في مطار لندن تحدث حادثة وفاة مرة في الأسبوع وتدل الإحصائيات أن نسبة الوفيات تصل من 8 – 48 لكل مليون مسافر.

الأسباب:

تشير الإحصائيات ان عدد الرحلات الجوية وبالتالي عدد المسافرين في تزايد مستمر وبالتالي تزايد عدد المسنين المسافرين أيضا بسبب ازدياد العمر الوسطي للأفراد بالطائرات ونتوقع في عام 2030 ان نصف المسافرين تجاوزوا ال 50 سنة وأكثر بالأضافة ان التوتر النفسي للمسافر والخوف من الطيران بشكل عام Streß ,وكذلك تغيرات المحيط الإعتيادي في الطائرة مثل نقص الوكسجين وتغيرالضغط الخارجي ونقص الرطوبة في الهواء المستنشق تزيد سوء حالة المسافر المريض او المرض الغير المشخص لديه والتي تلعب دورا في حوادث هذه التغيرات المرضية وأحيانا الوفاة.


تعود الأسباب في حدوث مثل هذه الحالات رغم تصنيع الطائرات الحديثة والمكيفة والمجهزة بأحدث المتطلبات الى :

- تزايد الرحلات الجوية في شتى انحاء العالم, التزايد في عدد الرحلات وخاصة الرحلات الطويلة المباشرة دون هبوط حيث الطائرات الحديثة يمكنها قطع نصف الكرة الأرضية دون الحاجة الى الهبوط والبقاء ساعات متعددة في الجو أكثر من 20 ساعة وتزايد عدد المسافرين.

- تزايد نسبة المسنين لدى المسافرين والذين يعالجون بأمراض معينة وعدم تكيف أجسامهم في الإرتفاعات العالية.

- الشدة والتعصب والخوف من التأخير وحمل الحقائب ذات الوزن الثقيل والسفر الى المطار لدى المسافر قبل صعوده الى الطائرة وقلة النوم والأكل في يوم السفر.

- وجود آفة مرضية غير مشخصة او سوء استعمال الأدوية وتغير مواعيد استعمال الجرعات الدوائية.

- عدم معرفة شركات الطيران عن الوضع الصحي للمسافرين.

 

القوانين الفيزيائية المتعلقة بطب الطيران

بشكل عام لا يتمكن الإنسان العادي بالحياة في الإرتفاعات العالية التي تصل الى 10 – 13 كيلو متر , ويصاب بفقد الوعي لنقص الأوكسجين والضغط الجوي والبرودة الشديدة  لذلك  فإن الطائرات التي تقل المسافرين تكون مجهزة  بتعديل الضغط بشكل متواصل في داخل الطائرة وكأنها في علو 200 – 300 م (8000 قدم) وكذلك تعدل وتكيف الحرارة وهناك تقنيات معقدة في المحركات لتأمين هذه المتطلبات, و لكي نتفهم التغيرات الفيزيولوجية للجسم في هذه الإرتفاعات العالية يجب ان نذكر القوانين الفيزيائية التي تلعب وتؤثر على الجسم.


عادة يكون الطيران في ارتفاع تتراوح ما بين 11 -12 الف متر في منطقة تسمى Stratosphere  أي المنطقة الغازية التي تعلو منطقة التقلبات الجوية والطقس والتي تسمى منطقة Troposphere أي الطبقة الهوائية التي تغلف الأرض والتي تتراوح ما بين 10 – 12 كم  وفي هذه الإرتفاعات العالية لا يتمكن الإنسان العادي  في الحياة او العيش لنقص الضغط الجوي الخارجي.

شرح الصورة الضغط الجوي في داخل الطائرة أثناء الطيران وكأنها في ارتفاع 8000 قدم

 

1- قانون بولي ماريوت Boyle Mariott

نص القانون : حجم الأشياء تزداد مع نقص الضغط الخارجي وتتناقص مع ارتفاع الضغط الخارجي

P1:P2= V2:V1

على سبيل المثال الضغط الجوي على سطح البحر 760 ملم  زئبقي, أي 1 بار وفي ارتفاع 5500 متر يكون الضغط 380 ملم زئبقي وفي ارتفاع 11000 متر يكون 190 ملم رئبقي

وان تناقص الضغط يؤدي الى ازدياد الحجم في جسم الأنسان في الرئتين او تبدلات في السوائل في العين او الأذن والتي بدورها تعطي الأعراض التي تتناسب مع الحالة

الطيران تحدث في الأرتفاعات العالية 0 والي 12 كلم  فوق الغيوم  مه درجة حرارة -52 مئوية

 

 

2- قانون دالتون Dalton

الضغط الكلي للغازات المخلوطة يساوي مجموع الضغوط الجزئية لكل الغازات P total=P1+P2+….+Pn))

وفي الإرتفاعات العالية تقل الرطوبة في الجو بسبب نقص الحرارة( -52 درجة مئوية) وتقل نسبة أوكسجين الهواء وتظهر الأعراض الأولية لدى الإنسان في الإرتفاعات 5500 متر وعندما تتجاوز 11000 متر تظهر الأعراض العصبية والإعياء والدوخة مع إضطرابات التنفس والوعي

3- قانون هينريHenry

درجة انحلال الغازات في السوائل يعتمد طردا على الضغط الجزئي للغاز

أي قد تحدث صمات هوائية وخاصة في المرضى الذين لديهم بقاء الفوهة البيضوية مفتوحة بين الإذينتين طبعا الغير مشخص

تغير حجم الغازات في الإرتفاعات المختلفة

تغيرات حم الغاز على حسب قانون هينري في الإرتفاعات

 

 

 

 

إنعكاس هذه التغيرات على الجسم في الطيران

أ- بسبب تغيرات الضغط الهوائي

ان انخفاض الضغط الى 565 ملم زئبقي في هذه الإرتفاعات (الضغط الجوي على سطح البحر760 ملم زئبقي) تؤدي الى إنخفاض الضغط الجزئي للأوكسجينPo2  من 159 الى 118 ملم زئبقي وهذا يؤثر في نقص نسبة الأوكسجين بنسبة 15 – 20% عن النسبة العادية وبالتالي في تركيز نسبة الأوكسجين في الدم من 98% الى 90%  . وان الإنسان العادي يحاول تعويض نقص تركيز الأوكسجين في الدم  بازدياد النبض وتحسين النتاج القلبي والتوسع المحيطي للأوعية وإنه يتحمل نقصPo2  ضغط الجزئي للأوكسجين 10 – 20%

بينما المريض الذي يعاني من قصور للتنفس المسبقCOPD او مصاب بآفة قلبية وعائية غير معالجة وغير مشخصة  يتأثر كثيرا في هذه الإرتفاعات حيث يمكن مقارنة وضعية المريض المصاب بقصور تنفسي في ارتفاع 2500 متر وكأنه في إختبار الجهد العالي بالدراجة على الأرض وكذلك ترتفع التوتر الرئوي أحيانا الى 2 – 3 مرات عن العادي

وايضا في هذه الإرتفاعات يحدث تمدد للغازات المتواجدة في الجسم الى 40% على حسب قانون بويل – ماريوت والتي تسبب حس الضغط على الأذنين والمعدة

لذلك يجب مراعة هذه المبادىء الأساسية حين معالجة وتدبير المرضى في الطائرة المحلقة

تغيرات تركيز الأوكسجين والرطوبة في الإرتفاعات العالية

 

نسبة الرطوبة

إشباع الأوكسجين  %

الضغط الجزئي للأوكسجي

الضغط الجوي  ملم زئبقي

الإرتفاع بالأقدام

60%

98%

 

159

760

سطح الأرض


95% 148 706 2000
94% 138 656 4000

92% 128 609 6000
10% 90% 118 565 8000
87% 110 523 10000


1- الإضطرابات التي تحدث في جهاز الدوران والتنفس

عند بقاء بعض الغازات البسيطة في الصدر(الورب) وخاصة بعد عمليات القلب او الصدر قد يسبب مشكلة طبية في الطائرة بسبب حدوث التمدد الغازي للغازات المتسربة في الورب والتي قد تؤثر في حدوث ريح صدرية Pneumothorax لذلك ينصح هذه المرضى بالإمتناع عن الطيران في الأسبوعين الأوليين بعد العملية وان المرضى المصابين بإنتفاخ الرئة او كسور الأضلاع يجب عليهم التريث عن الطيران وإجراء إختبار التنفس من الطبيب الأخصائي

2- إضطرابات النظم

قد يتفاقم الإضطرابات النظمية وخاصة بعد انخفاض نسبة الأوكسجين  في الطائرة  والتي تسبب في تسرع حدوث اعراض خناق الصدر واحتشاء العضلة القلبية او قصور القلب للمرضى المصابين بأفة في جهاز الدوران ينصح بزيارة طبيبهم قبل السفر للأستفسار عن صلاحية الطيران

3- الإضطرابات الأذنية

تحدث في 3% من الحالات والسبب في ذلك

 بسبب الجفاف في الأجواء العالية حيث تكون الرطوبة أقل ب 10% في سطح الأرض

 بسبب الضجيج  في داخل الطائرة وخارجها

 بسبب تغيرات الضغط في الإقلاع والهبوط وفي الأجواء العالية  قد تحدث تغيرات في محتوى السوائل في الأغشية المخاطية وقد تحدث في بعض الحالات النادرة تمزق إحدى الشرايين والتي قد تؤدي الى نقص السمع او فقدها والتي يمكن تحسينها او تفاديها بالبلع والمضغ وفتح الفم وحركة المص

4- الإصابات الإنتانية

قد تحدث العدوى الجرثومي او الفيروسي من المسافرين في الأجواء المحصورة  وان أجهزة التكييف في الطائرة تلعب بدور ايجابي, وكما ذكرنا إن 40% من الهواء تعاد الى الطائرة بعد تنقيته وإضافة الأوكسجين اليه ويجب الحذر دائما من البرد بسبب التبريد الزائد وخاصة في الطيران لمدد طويلة وفي وضعية النوم

ب- قلة رطوبة الهواء في الطائرة المحلقة

يتأمن الهواء المستنشق عادة في داخل الطائرة أثناء الطيران من محركات الطائرة بعد تكريرها وتعديلها وإضافة الأوكسجين اليها حتى تتقارب من الهواء التي نستنشقها على سطح الأرض ويتم تبديل الهواء داخل الطائرة حوالي 30 مرة في الساعة 40% من هذا الهواء يعاد تعديله والباقي 60% يأتي من الخارج وان درجة الحرارة في داخل الطائرة تبلغ الى 18 – 21 درجة مئوية و ان نسبة الرطوبة في الطائرة 10% فقط بينما الإنسان تعود على الأرض -  60 -50% وأعلى لذلك فإن الجفاف الهوائي تلعب دورا في الطيران الطويل عبر القارات وتسبب تجففا في الأغشية المخاطية الشفاه والحلق وفي العين والتي تتظاهر بألم وحرقة في العين وصعوبة في البلع لذلك يجب تعويض السوائل بكميات كافية أي ضعف الكمية التي اعتاد عليه

 

الإجراءات الوقائية والطبية لهذه الحالات الطارئة

 

التجهيزات المتطلبة في الطائرة

ان الطائرات الأوروبية مجهزة بحقيبة طبية للإسعاف الأولي Doctors Kit مجهزة بالضمادات الكافية وأدوات الجراحة الصغرى والأدوية الإسعافية و المسكنات وأجهزة التخطيط الكهربائي للقلب وجهاز الصدمة الكهربائية وإمكانيات التنبيب الرغامي وعلى الغالب هي كافية بالإضافة الى المصول والأوكسجين والشفاطات وتأتي الصعوبات في التطبيق وعدم وجود الشرح الكافي للمواد المتواجدة باللغات المتدوالة للجميع, ونظرا لتنوع التجهيزات في الطائرات المختلفة فإن الطبيب المسعف يجب ان يتكيف مع الشيء المتوفر في الطائرة وليس من الشيء المتوقع منه والشيء الأساسي هي الإجراءات الطبية المناسبة و ليست بالتجهيزات المعقدة

منذ عام 2004 فرضت سلطات الرقابة في الولايات المتحدة الأمريكية ان كل طائرة تقل أكثر من 12 مسافر مع مضيفة واحدة بأن تكون الطائرة مجهزة بجهاز الصدمة الكهربائية وشركات الطيران الألمانية مجهزة بجهاز تخطيط على المونيتور وبعضها الأخر جهاز تخطيط كهربائي على الورق أيضا

 


ونظرا لتطور الطيران المدني وتصنيع الشركات للطائرات الضخمة والتي تقطع مسافات طويلة عبر القارات دون التوقف أصبح من الضروري أخذ إحتيطات كاملة في هذا المجال وأصبح من الضروري إجراء الدورات التدريبية الإسعافية الجيدة والمكثفة في Full Motion Simulatoren  للطيارين و للمضيفات مرة على الأقل في السنة والتدريب على استعمال الصدمات الكهربائية من قبل المضيفات دون الرجوع الى الأطباء ( في حالة توقف القلب المفاجىء مع غياب النبض وحدوث الرجفان البطيني ) والتي طبعا يجب ان تراقب من الأخصائيين من حقيقة الإستطباب, اما إعطاء المصول والحقن الوريدية تعطى فقط من الأطباء المتواجدين في الطائرة

 

 

الإستشارات الطبية عبر الأقمار الصناعية

هناك شركات مخصصة تساعد الطيارين والأطباء في حالة الطوارىء في الطائرة يمكنهم تقديم المساعدة والرأي شبه الصائب عن بعد  مع إمكانية تبادل للمعلومات المتواجدة لدى المريض والتخطيط الكهربائي والتصرف المثالي في الطائرة حيث يقدمون ما يلي :

 خدمة طبية على مدار الساعة بالتلفون وفي جميع انحاء المعمورة

 لديهم برنامج مدروس للتصرف بشكل يتناسب مع كل حالة

 إعطاء الرأي للطيارين والمضيفين وللأطباء عن الخطوات الصحيحة

 إعطاء الرأي في حالة الهبوط الإضطراري

 تدبير المستشفى ووسائل النقل والإسعاف والمستشفى في بلد الهبوط ومتابعة المريض على الأرض

 فحص المرضى الحرجين في الأرض Pre flight training and Simulation    قبل الطيران وتقديم النصائح

 

الإجراءات الإسعافية في الطائرة المحلقة

عند حدوث طارىء في الطائرة على الغالب عناصر الطائرة يتقصون الحالة بفحص النبض والتنفس ودرجة الوعي ويحاولون تقديم الأوكسجين له ويبلغ الكابتن مباشرة, بعدها يقررون ما إذا كان الحالة تتطلب طبيبا ام لا, او البحث عن طبيب في الطائرة وفي حالة حضور الطبيب يجب عليه التعريف عن نفسه و يطمئن المريض ويهدئه وإجراء الخطوات او الإجراءات الإسعافية حسب درجة أهميتها تأمين الطرق التنفسية والأوكسجين والإستفسار عن الضغط والنبض  وما هي الشكوى الفعلية لديه وما هي الأدوية التي يتناولها او لربما يحتاجها لأن معظم الحالات الإسعافية سببها هي تغيرات طارئة على الضغط الشرياني او إضطرابات هضمية . ويجب أيضا تأمين مكان للتسطح (ترحيل المسافرين المجاورين الى أمكنة أخرى او نقله الى الدرجة الأولى لكون المساحة المتوفرة للمريض أكبر ولتوفر كميات أكبر من الأوكسجين ) و البقاء مع المريض ويخبر طاقم الطائرة عن وضعية المريض الصحية هل الحالة مستقرة ام لا ؟ هل الحالة ازدات سوءا ام لا ؟هل المرض خطر جدا ؟ هل يمكنه الوصول الى المستشفى الذي يرغبه ام لا ؟

ويمكن تقديم العلاج الذي يراه مناسبا وان يختار الأدوية الضرورية والمتوفرة ويمكنه الإتفاق مع عناصر الطائرة في مدى الحاجة الى الإستشارة الطبية الخارجية بالإتصال من الطائرة الى المؤسسات الدولية للإسعاف والمتواجد في عدة بقاع في العالم على سبيل المثال  MASH أو SOS International  وإرسال المعلومات المتواجدة لديه أو التخطيط لاسلكيا الى هذه المراكز المتخصصة على الأرض لإعطاء التشخيص والمعالجة الفورية على غرار الفيديو كونفيرنس والإتفاق معهم في إجراءات الهبوط الإضطراري للطائرة إذا لزم في مطار محدد يحدد من الطرفين لتسليم المريض اليهم ويجب مراعاة تكاليف الهبوط الإضطراري وقد تكلف حوالي 36500 اويرو و مدى خطورة المريض

 

 

مسؤولية الطبيب القانوني:

إحصائيا يتواجد في 75% من الحالات طبيبا في الطائرة ولكن فقط 33% منهم يعرفون عن أنفسهم  والسبب في ذلك هو خوف الأطباء من التورط في خطأ طبي في الطائرة والتي تعرضه الى مسؤولية قضائية في مكان غير معروف لديه بالإضافة ان الجاهزية التقنية في الطائرة لربما تكون غير كافية من جهة ومن جهة أخرى إقرار الطبيب بنفسه على القيام بهذه المهمة المجبرة مع غموض وصعوبة الأمور القضائية في البلد المتواجد فيه حاليا اوشركة الطيران التابعة لبلد ما وتختلف الحالة ما إذا كانت الطائرة هبط في مطار ما ام في الجو وفي بعض الحالات قد تكون القضاء تابعا للأجواء التي يتواجد فيها الطارىء حاليا ولربما التعويضات المالية في حالة حدوث خطأ طبي , لذلك يجبذ ان يسأل الطبيب المسعف طبعا في وقت مسبق شركة تأمين الوظيفة الذي يخوله ويتحمل التعويضات في حين القيام بمثل هذه الإجراءات الإسعافية في الطائرة

وشركات التأمين للطائرات الألمانية تتكلف بالتعويضات التي قد تحدث في مثل هذه الحالات وتكاليف القضاء والمحاكمة وغيره.والى الأن لم يقرر بشكل رسمي ما إذا كان الطبيب يمكنه بأن يتقاضى أجرا من خلال عمله الذي أرغم عليه بشكل غير طوعي

إقتراحات وتواصي

لتدبير مثل هذه الحالات الإسعافية بالشكل المثالي أقترح ما يلي :

1. الى شركات الطيران

 ترك على الأقل 4 مقاعد فارغة لكل رحلة في كل طائرة تقل أكثر من 250 راكب
 توحيد التجهيزات الفنية والتقنية الطبية في كل الطائرات الدولية
 الشفافية الكاملة للتجهيزات المتواجدة لسهولة استعمالها مع اللغات العالمية المعروفة الغير معقدة دون البحث عن كل شيء
 يجب ان تكون صيدلية الطائرة معتمدة وتحوي ادوية الإسعاف المتعارف عليه دوليا وهذا ما تفرضه مجموعة الدول الأوروبية للطائرات التي تأتي الى المطارات الأوروبية  منذ عام 1999
 العمل بحذر وبهدوء دون إحداث الرعب في الطائرة لكل من عناصر الطائرة والأطباء
2. نصائح للمرضى
 يجب ان تكون أدوية المسافر الضرورية موجودة في الحقيبة المرافقة بالطائرة ويجهز في البيت
 يجب معرفة زمن الطيران لإتخاذ الإحتياطات اللازمة للأدوية المعتادة عليه مع حساب أوقات التأخر ولربما فقدان الحقائب التي قد تحدث
 يجب على الأشخاض الذين عندهم شكوى في الصعود على الدرج 12 درجة او بعد المشي ل 100 متر مراجعة الطبيب قبل الطيران المديد او فقر الدم الشديد والمصابين بقصور تنفس مزمن وشديدPo2 < 70mm Hg  لتفادي اية إشكال اثناء الطيران
 تجنب استعمال العدسات اللاصقة في الطيران الطويل لتجنب القرحة القرنية في الأجواء الجافة في داخل الطائرة واستعمال أغطية العين
 في الأشخاص المصابين بالرشح ينصح باستعمال القطرات الأنفية القابضة للعروق قبل الإقلاع والهبوط لتخفيف الآلام الأذنية
 الوقاية من حدوث الخثرات  وخاصة في الأمكنة والمقاعدة الضيقة Economy Class Syndrom  لتجنب مثل هذه الحالات يجب الحرص على الحركة في داخل الطائرة ومحاولة المشي في الممر بأوقات منتظمة وتحريك القدم والساق أثناء الجلوس وننحن ننصح بتناول الأسبرين في الرحلات المديدة او حقنة هيبارين تحت الجلد للأشخاص الذين لديهم قصة تخثر مسبقة او دوالي في الساقين
 قد يحدث تورم في الأقدام وبرودة في الجلد لذلك يفضل في الرحلات الطويلة خلع الحذاء وتحريك أصابع الرجل باستمرار مع مفصل القدم وتجنب لبس الألبسة الضيقة ويرخى الزنار
 يحبذ إرضاع الأطفال في الإقلاع او الهبوط لإن حركات البلع تخفف الضغط على الأذنين ويجب على الأطفال ان لا يناموا ايضا في هذه الفترة
 يجب مراعاة تغيير التواقيت في كل من مكان الإقلاع والهبوط وخاصة للمسافرين الذين يتناولون بعض الأدوية بشكل منتظم
 يجب مراعاة تغيرات الحرارة في داخل الطائرة ويجب اختيار اللبس المناسب على الغالب داخل الطائرة باردة نسبيا

 يجب على المسافرين الذين مارسوا رياضة الغطس في البحار التقيد بما يلي
1. الغطس في الماء الى 10 أمتار يجب عليهم الإنتظار للطيران 12 ساعة قبل الطيران
2. الذين يغطسون الى أعمق من 10 متر يجب عليهم الإنتظار 24 ساعة قبل الطيران
المرضى السكريين

بشكل عام يجب على السكريين الشرب الكثير في الطائرة والمرضى الذين يحقنون الإنسولين يفضل ان تكون مستوى السكر أعلى من المستوى المثالي ويمكن التسامح بمستوى للسكر بحدود 150 ملغ في دل وينقص جرعة الأنسولين وحدتين قبل الطعام  ويجب مراعاة إختلاف التوقيت حسب ما إذا كان الطيران الى الشرق ام الى الغرب

اما الأشخاض الذين يستعملون الحبوب يمكنهم إقلال الجرعة ايضا الى الثلث  وطبعا

  • الإكثار من المأكولات النباتية والشرب الكثير(ضعف الكمية المعتاد عليه) الماء العادي والعصير في الطائرة وتحاشي تناول الكحول وخاصة في الرحلات الطويلة ويجب تحاشي السوائل التي تحوي الغازات لتجنب انتفاخ البطن في الإرتفاعات العالية والتي تسبب الم في البطن وقد تلعب الشاي والقهوة كمدر وكذلك تجنب التدخين
  •  حاول ان تضع جدولا زمنيا  لسفرك وأعط وقتا كافيا للوصول الى المطار وحاول الإستفادة من الخدمات التي تقدمها المطارات بشكل مجاني في حالة الحاجة الى كرسي نقال والتي تفيدك في الوصول الى الطائرة بشكل مريح, وحاول ان تكون التقارير الطبية الضرورية في متناول يديك وتصنف درجات الإعاقة دوليا في المطارات

1- الأشخاص الذين يستخدمون الكرسي المتحرك بشكل دائم WCHC -Wheel Chair Cabin Seat

2- الأشخاص الذين لا يتمكنون من صعود الدرج WCHS -Wheel Chair Steps

3- الأشخاص الذين لا يتمكنون من السير الطويل في الممرات ويتمكنون من الصعود الى الدرج بمساعدة WCHR -Wheel Chair Ramp

4- الأشخاص الذين يحتاجون الى النقل بالحمالة STCR For passengers needing oxygen and/or a stretcher

من هم الأشخاص الغير مسموحين لهم بالطيران

  • 1. الحوامل في الشهر التاسع  وفي الشهر الثامن يسمح للطيران في حالة وجود تقرير طبي وفي حالة عدم وجود إضطرابات مرضية للحمل ارتفاع التوتر والسكري والأجهاض المبكر

2. الأشخاص الذين لديهم آفة قلبية وعائية او دماغية مع أعراض سريرية وغير مستقرة مع نقص في وظيفة القلب

3. إحتشاء العضلة القلبية الحديث في 3- 6 أسابيع الأولى

4. بعد العمليات الجراحية الحديثة

 عمليات القلب 2 اسبوع

 عمليات الأمعاء 2 -6 أسابيع

 عمليات الرئة 6 أشهر

 عمليات الأذن 2 اسبوع

5. المرضى المصابين بخثرات وريدية دوالي  يجب مراجعة الطبيب وأخذ مميعات الدم

6. المرضى المصابين بأمراض حادة

7. زيادة الوزن الشديد عندما يكون المسافر لا يتسع في المقعد الواحد

ماذا يحدث عندما يهبط الضغط فجائيا Ebullismus

لسبب ما قد يحدث هبوط الضغط فجائيا في الطائرة وهي في ارتفاع عال مثلا في حالة كسر أحد النوافذ, في هذه الحالة يتعرض طاقم الطائرة والمسافرين الى حالة خطرة جدا حيث تظهر  أعراض التعب والوهن وعدم التركيز والأعراض العصبية , ويفقدون الوعي وخاصة عندما يتواجدون في ارتفاعات عالية وفي وقت سريع نسبيا ويتم تأمين الأوكسجين في هذه الحالات من منابع مخصصة على شكل خراطيم من السقف بشكل اوتوماتيكي وهذه المعلومات ينقل الى المسافرين بشكل روتيني قبل الإقلاع في كل رحلة من قبل المضيفة  ولكن ماهو الوقت المتاح للمسافر في تطبيق هذه الإجراءات بشكل يستفيد منه لإنقاذ نفسه او غيره  والوقت المتاح يعتمد على حسب ارتفاع الطائرة في هذه اللحظة كما هو ظاهر في هذا الجدول التالي:

الوقت المتاح لتنفيذ التعليمات

ارتفاع الطائرة بالأمتار

5 دقيقة

7000

3 دقيقة

8000

1,5 دقيقة

9000

1 دقيقة

10000

36 ثانية

11000

30 ثانية

12000

 

وطبعا يجب على قائد الطائرة في مثل هذه الحالات ان يلبس قناع الأوكسجين (حيث يتوفر لقائد الطائرة جهاز أكسجة خاصة للأوكسجين مستقله) لكي يبقى صاحيا وواعيا وان يركز على قيادة الطائرة و ان يقوم بإجراءات تنزيل الطائرة بهدوء و بأقصى سرعةEmergency descent  الى ارتفاع 3000 متر عن سطح الأرض لكي يعدل الضغط الجوي الخارجي وان الأنخفاض الفجائي بسرعة أكثر من 2000 قدم في الدقيقة مزعجة جدا

الخبرات والدراسات السريرية عن الحوادث المرضية في الطائرة المحلقة:

أظهرت الدراسة التي أجراها ال Paul H. Mohony  لشركات طيران دولية لمدة 7سنوات  ل 44000 مسافر للحالات الإسعافية في الطيران , حيث تطلبت المعالجة ل 5000 حالة دون حادث وفاة

شروط الدراسة كانت :

 الحالة تطلبت معالجة من طبيب في الطائرة بعد طلب من المضيفة

 الحالة تطلبت المعالجة من حقيبة الإسعاف

 الحالة تطلبت مراقبة سريرية

وكانت الأسباب كما يلي:

26% جهاز القلب والدوران

22% إضطرابات هضمية

17,5% إضطرابات في الوعي

13,5% إضطرابات تنفسية

4% آلام صدرية

3,8%إضطرابات نفسية

3,6% إضطرابات عصبية

3% إضرابات أذنية

2,5% إضطرابات رضية

2,5% تحسسية


تناذر الخوف من الطيران

يصادف في 50% من المسافرين والتي تتظاهر بالنرفزة وعدم التمكن من التركيز و التعبير العشوائي للشكوى مع تسرع في التنفس والنبض  والتعرق وحتى تصل الى الإسهال  والذعر, والأسباب: حس الإنغلاق والحبس ضمن الطائرة  او خوف من الإرتفاعات او الطبات الهوائية او التذكر بضحايا وحوادث الطيران المسبقة

ويمكن معالجة 80% منها بالتدريب في دورات خاصة للتعود على سطح الأرض وتفيد التسلية والإنشغال بالقراءة وسماع الموسيقا او المحادثة في ذلك

هناك دورات خاصة للمرضى الخائفين وكذلك للأطباء الذين لديهم اهتمام والتي تقوم بها Internationale Air Transport Assocition IATA  or CME  لمدة يومين والتي يتم التدريب فيها على نماذج طيران خاصة Full Motion Simulatoren وفي داخل طائرة لتخفيف الخوف  وبعدها يحصل المشاركين والأطباء على شهادة Flying Doctor Card  والتي يسمح له بالعمل وللمزيد من المعلومات في ذلك يمكن البحث في الإنترتيت على العنوان www.Flyingdoctor.org

الخاتمة :

ان الذين يتأثرون من السفر  هم المسافرين الحساسين او الخائفين من الطيران والمسافرين الذين لديهم بعض الأمراض الغير مشخصة والمخفية التي ذكرناه وهذه اللمحة البسيطة عن الطيران المثالي تساعد المسافرين ولربما الزملاء في سفرهم وايضا في مساعدة المصابين حين الضرورة ولكي لا تحدث المفاجأت في اوقات وأماكن حرجة التي تقلق المسافر نفسه والمرافقين معه في الطائرة